يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ
وهي سبع وعشرون آية . مكية كلها في قول الحسن و عكرمة و عطاء و جابر
وقال ابن عباس و قتادة : إلا آيتين منها واصبر على ما يقولون والتي تليها ، ذكره المارودي . وقال الثعلبي : قوله تعالى : إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى إلى آخر السورة ، فإنه نزل بالمدينة .
فيه ثمان مسائل :
الأولى :قوله تعالىيا أيها المزمل قال الاخفش سعيد ((المزمل)) أصله المتزمل فأدغمت التاء في الزاي وكذالك ((المدثر )) وقرأ ابي بن كعب علىالاصل المتزمل والمتدثر )) وسعيد : ((المزمل )) وفي اصل ((المزمل )) قولان :احداهما أنه المحتمل ، يقال:زمل الشيء إذا حمله ،ومنه الزامله ،لانها تحمل القماش . الثاني ان المزمل هو المتلفف، يقال : تزمل وتدثر بثوبه اذا تغطي . وزمل غيره اذا غطاه وكل شيء لفف فقد زمل ودثر ، قال امروء القيس :
كبير اناس فى بجاد مزمل
الثانية : قوله تعلى : يا أيها المزمل هذا خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم، وفيه ثلاثة أقوال: الأول قول عكرمة يا أيها المزمل بالنبوة والملتزم للرسالة. وعنه أيضاً: يا أيها الذي زمل هذا الأمر أي حمله ثم فتر، وكان يقرأ (( يا أيها المزمل)) بتخفيف الزاي وفتح الميم وتشديدها على حذف المفعول، وكذلك ((المدثر )) والمعنى المزمل نفسه والمدثر نفسه، أو الذي زمله غيره. الثاني (( يا أيها المزمل)) بالقرآن، قاله بان عباس. الثالث المزمل بثيابه، قاله قتادة وغيره. قال النخعي : كان متزملاً بقطيفة عائشة: بمرط طوله أربعة عشر ذراعاً، نصفه علي وأنا نائمة ، ونصفه على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي، والله ما كان خزاً ولا قزاً ولا مرعزاء ولا ابريسما ولا صوفا، كان سداه شعراً، ولحمته وبراً، ذكره الثعلبي .
قلت: وهذا القول من عائشة يدل على أن السورة مدنية; فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يبن بها الا في المدينة. وما ذكر من أنها مكية لا يصح. والله أعلم. وقال الضحاك : تزمل بثيابه لمنامه. يا أيها المزمل و يا أيها المدثر . وقيل كان هذا في ابتداء ما اوحي اليه، فإنه لما سمع قول الملك ونظر اليه اخذته الرعدة فأتى اهله فقال: ((زملوني دثروني) روي معناه عن ابن عباس. وقالت الحكماء: انما خاطبه بالمزمل والمدثر في أول الأمر، لأنه لم يكن بعد ادثر شيئاً من تبليغ الرسالة. قال ابن العربي : واختلف في تأويل ((يا أيها المزمل)) فمنهم من حمله على حقيقته، قيل له : يا من تلفف في ثيابه او في قطيفته قم، قاله ابراهيم وقتادة. ومنهم من حمله على المجاز، كأنه قيل له : يا من تزمل بالنبوة، قاله عكرمة. وإنما يسوغ هذا التفسير لو كانت الميم مفتوحة مشددة بصيغة المفعول الذي لم يسم فاعله، واما هو بلفظ الفاعل فهو باطل.
قلت: وقد بينا انها على حذف المفعول: وقد قرئ بها، فهي صحيحة المعنى. قال : وأما من قال انه زمل القرآن فهو صحيح في المجاز، لكنه قد قدمنا انه لا يحتاج اليه.
الثالثة: قال السهيلي : ليس المزمل باسم من اسماء النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يعرف به كما ذهب اليه بعض الناس وعدوه في اسمائه عليه السلام، وانما المزمل اسم مشتق من حالته التي كان عليها حين الخطاب، وكذلك المدثر. وفي خطابه بهذا الاسم فائدتان: إحداهما الملاطفة، فإن العرب اذا قصدت ملاطفة المخاطب وترك المعاتبة سموه، باسم مشتق من حالته التي هو عليها، كقول النبي صلى الله عليه وسلم لعلي حين غاضب فاطمة رضي الله عنهما، فأتاه وهو نائم وقد لصق بجنبه التراب فقال له : (( قم يا أبا تراب)) اشعاراً له انه غير عاتب عليه، وملاطفة له، وكذلك قوله عليهه السلام لحذيفة : (( قم يا نومان)) وكان نائماً ملاطفة له، واشعاراً لترك العتب والتأنيب. فقول الله تعالى لمحمد صلى الله عليه وسلم : (( يا أيها المزمل قم)) فيه تأنيس وملاطفة، ليستشعر انه غير عاتب عليه. والفائدة الثانية: التنبيه لكل متزمل راقد ليله ليتنبه الى قيام الليل وذكر الله تعالى فيه، لأن الاسم المشتق من الفعل يشترك فيه مع المخاطب كل من عمل ذلك العمل واتصف بتلك الصفة
وهي سبع وعشرون آية . مكية كلها في قول الحسن و عكرمة و عطاء و جابر
وقال ابن عباس و قتادة : إلا آيتين منها واصبر على ما يقولون والتي تليها ، ذكره المارودي . وقال الثعلبي : قوله تعالى : إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى إلى آخر السورة ، فإنه نزل بالمدينة .
فيه ثمان مسائل :
الأولى :قوله تعالىيا أيها المزمل قال الاخفش سعيد ((المزمل)) أصله المتزمل فأدغمت التاء في الزاي وكذالك ((المدثر )) وقرأ ابي بن كعب علىالاصل المتزمل والمتدثر )) وسعيد : ((المزمل )) وفي اصل ((المزمل )) قولان :احداهما أنه المحتمل ، يقال:زمل الشيء إذا حمله ،ومنه الزامله ،لانها تحمل القماش . الثاني ان المزمل هو المتلفف، يقال : تزمل وتدثر بثوبه اذا تغطي . وزمل غيره اذا غطاه وكل شيء لفف فقد زمل ودثر ، قال امروء القيس :
كبير اناس فى بجاد مزمل
الثانية : قوله تعلى : يا أيها المزمل هذا خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم، وفيه ثلاثة أقوال: الأول قول عكرمة يا أيها المزمل بالنبوة والملتزم للرسالة. وعنه أيضاً: يا أيها الذي زمل هذا الأمر أي حمله ثم فتر، وكان يقرأ (( يا أيها المزمل)) بتخفيف الزاي وفتح الميم وتشديدها على حذف المفعول، وكذلك ((المدثر )) والمعنى المزمل نفسه والمدثر نفسه، أو الذي زمله غيره. الثاني (( يا أيها المزمل)) بالقرآن، قاله بان عباس. الثالث المزمل بثيابه، قاله قتادة وغيره. قال النخعي : كان متزملاً بقطيفة عائشة: بمرط طوله أربعة عشر ذراعاً، نصفه علي وأنا نائمة ، ونصفه على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي، والله ما كان خزاً ولا قزاً ولا مرعزاء ولا ابريسما ولا صوفا، كان سداه شعراً، ولحمته وبراً، ذكره الثعلبي .
قلت: وهذا القول من عائشة يدل على أن السورة مدنية; فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يبن بها الا في المدينة. وما ذكر من أنها مكية لا يصح. والله أعلم. وقال الضحاك : تزمل بثيابه لمنامه. يا أيها المزمل و يا أيها المدثر . وقيل كان هذا في ابتداء ما اوحي اليه، فإنه لما سمع قول الملك ونظر اليه اخذته الرعدة فأتى اهله فقال: ((زملوني دثروني) روي معناه عن ابن عباس. وقالت الحكماء: انما خاطبه بالمزمل والمدثر في أول الأمر، لأنه لم يكن بعد ادثر شيئاً من تبليغ الرسالة. قال ابن العربي : واختلف في تأويل ((يا أيها المزمل)) فمنهم من حمله على حقيقته، قيل له : يا من تلفف في ثيابه او في قطيفته قم، قاله ابراهيم وقتادة. ومنهم من حمله على المجاز، كأنه قيل له : يا من تزمل بالنبوة، قاله عكرمة. وإنما يسوغ هذا التفسير لو كانت الميم مفتوحة مشددة بصيغة المفعول الذي لم يسم فاعله، واما هو بلفظ الفاعل فهو باطل.
قلت: وقد بينا انها على حذف المفعول: وقد قرئ بها، فهي صحيحة المعنى. قال : وأما من قال انه زمل القرآن فهو صحيح في المجاز، لكنه قد قدمنا انه لا يحتاج اليه.
الثالثة: قال السهيلي : ليس المزمل باسم من اسماء النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يعرف به كما ذهب اليه بعض الناس وعدوه في اسمائه عليه السلام، وانما المزمل اسم مشتق من حالته التي كان عليها حين الخطاب، وكذلك المدثر. وفي خطابه بهذا الاسم فائدتان: إحداهما الملاطفة، فإن العرب اذا قصدت ملاطفة المخاطب وترك المعاتبة سموه، باسم مشتق من حالته التي هو عليها، كقول النبي صلى الله عليه وسلم لعلي حين غاضب فاطمة رضي الله عنهما، فأتاه وهو نائم وقد لصق بجنبه التراب فقال له : (( قم يا أبا تراب)) اشعاراً له انه غير عاتب عليه، وملاطفة له، وكذلك قوله عليهه السلام لحذيفة : (( قم يا نومان)) وكان نائماً ملاطفة له، واشعاراً لترك العتب والتأنيب. فقول الله تعالى لمحمد صلى الله عليه وسلم : (( يا أيها المزمل قم)) فيه تأنيس وملاطفة، ليستشعر انه غير عاتب عليه. والفائدة الثانية: التنبيه لكل متزمل راقد ليله ليتنبه الى قيام الليل وذكر الله تعالى فيه، لأن الاسم المشتق من الفعل يشترك فيه مع المخاطب كل من عمل ذلك العمل واتصف بتلك الصفة
Komentar